رئيس وزراء متراخي وحكومة جديدة قبيحة

يمنات
أدهشني حماس موظفي المؤسسة العامة للكهرباء وإخلاصهم في مناصرة قضية عضو نقابتهم، عدنان المداني. إنهم يستحقون منا الانحناء ورفع القبعات على ما يصنعونه من بطولات.
هؤلاء الرائعون كنت معهم صباح اليوم أمام مبنى رئاسة الوزراء. هم لا يعرفون التعب، ولم يعرف اليأس إلى قلوبهم طريقا؛ رغم الخذلان الذي يلقونه من الجميع، وبالذات منظمات المجتمع المدني التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان.
حقيقة لم أكن أعرف عدنان المدني، وعرفته بعد الاعتداء عليه من خلال متابعتي لقضيته وتغطيتها صحفياً. كم كان هذا الرجل عظيما! وكم هو مناضل صلب وعنيد، يرفض الاستلام! إنه فعلاً “جيفارا” كما يسميه زملاؤه في هتافاتهم التي كنت أسمعها اليوم.
لقد قرر هذا البطل الوطني الرائع محاربة الفساد دخل مؤسسة الكهرباء، وقرر الفاسدون الانتقام منه وجعله عبرة لبقية زملائه الحالمين بوطن خالٍ من الفساد.
استطاع عدنان فضح جرائم نهب المال العام التي تتم داخل المؤسسة، ونجح في تهديد مصالح الفاسدين، وإقلاق راحتهم، وبث الخوف في قلوبهم، فتربصوا له واعتدوا عليه بطريقه مخيفة. لقد صبوا مادة الأسيد الخام على وجهه وأحرقوه وغيروا ملامحه. كم هم قساة وجبناء!!
بعد الاعتداء عليه بهذه الوحشية، هب زملاؤه الرائعون للوقوف إلى جواره ومواصلة طريق النضال والتضحية الذي سلكه، فأرعبوا المجرمين وشردوهم من مكاتبهم في مؤسسة الكهرباء.
يحتاج عدنان المداني منا الوقوف الجاد إلى جانبه ومساندة زملائه حتى يتمكنوا من الانتصار لقضيته وإيصال المجرمين إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
المسألة خطيرة جداً وتركها دون مساندة يسهل للمجرمين الإفلات من العقاب في ظل رئيس وزراء متراخٍ اسمه “بحاح”، وحكومة جديدة كشفت عن قبحها اليوم عندما رفضت الاستماع إلى مطالب المحتجين المناصرين لعدنان المداني.